هل الأكل في المطاعم والفنادق والأسواق جائز شرعا؟

سؤال: هل الأكل في المطاعم والفنادق والأسواق جائز شرعا؟ قرأت حديث يقول “الْأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ “. أ صحيح هذا؟ هل يعني منع الأكل في الأسواق والفنادق والمطاعم؟

جواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

الأكل في المطاعم والفنادق والأسواق جائز في الإسلام. ولا مانع ولا كره في ذلك وفق النصوص الأصلية.

لا يصح في النهي عن الأكل في السوق حديث ، والحديث المشهور : ( الْأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ ) حديث ضعيف لا يثبت . رواه الطبراني في “الكبير” (7977) وابن عساكر في “تاريخه” (45/345) من حديث أبي أمامة ، بإسناد ضعيف جدا ، ورواه ابن قتيبة في “تأويل مختلف الحديث” (ص392) وابن عدي في “الكامل” (2/276) ، والخطيب في “التاريخ” (8/229) من حديث أبي هريرة ، وإسناده ضعيف جدا أيضا.
قال ابن القيم رحمه الله :
” أَحَادِيثُ النَّهْيُ عَنْ الأَكْلِ فِي السوق كلها باطلة ، قَالَ الْعُقَيْلِيُّ : “لا يَثْبُتُ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” انتهى من “المنار المنيف” (ص 130).
وقال الذهبي رحمه الله :
” رُوِيَ فِي ذَلِكَ آثار، ولا يثبت منها شيء ” انتهى من ” سير أعلام النبلاء” (12/ 472).
وكذا ضعفه العراقي في “تخريج الإحياء” (ص452) ، والبوصيري في ” إتحاف الخيرة ” (4/321) ، والألباني في ” الضعيفة ” (2465) .

الأكل في السوق ليس له حكم واحد ، بل هو يختلف باختلاف الأسواق وأحوالها ، وعوائد البلاد وأعرافها ، ويختلف أيضا من شخص إلى شخص آخر ، فما يقبله الناس ، في معتاد أحوالهم ، من شخص ، قد لا يقبلونه من غيره ، ويعدونه خارما لمروءته .
قال الغزالي رحمه الله :
” الأكل في السوق تواضع وترك تكلف من بعض الناس فهو حسن ، وخرق مروءة من بعضهم فهو مكروه ، وهو مختلف بِعَادَاتِ الْبِلَادِ وَأَحْوَالِ الْأَشْخَاصِ … ” انتهى من “إحياء علوم الدين” (2/ 19).

على الأصل: لا حرج على من يأكل في الفنادق أو المطاعم ، إذا كان ذلك معتادا في بلده ، أو مقبولا من مثله. أما الذين لا يعتاد منه ذلك ، أو يأنفه أهل المروءات في بلده : فلا ينبغي له أن يدخل مثل هذه الأماكن ، إلا لحاجة ، كأن يكون على سفر ، أو شغل زائد ، أو نحو ذلك . في معظم البلدان ، لم يعد هذا العمل يتعارض مع أهل المروءات.

من احتاج إلى دخول المطاعم أو الفنادق ، فالواجب عليه أن يحذر من المخالفات الشرعية ، والفتن والمنكرات التي تشيع في مثل هذه الأماكن .
وبعض أهل العلم إنما منع من ذلك ، لا لكونه ممنوعا في أصله ، بل لما يجر إليه من فساد وفتن ، تكثر في مثل هذه الأماكن .

وخلاصة القول إن الأكل في المطاعم والفنادق والأسواق مباح شرعا ، بشرط عدم وجود فتنة أو محرم مثل تقديم الخمر أو لحم الخنزير أو عزف الموسيقى أو الاختلاط بالرجال والنساء ونحو ذلك.

والله أعلم .

لقراءة هذه الإجابة باللغة الإنجليزية: اضغط هنا